اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. ثلاثا
فإن له وسوسة فاقت على حديث النفس الأمّارة بالسوء وعلى طلبات الزوجة اليومية .. لا يكاد ينتهي أو يتوقّف .. يزنّ .. ويرنّ .. ويونّ .. حتى تقول في نفسك " أن بي مسّ من الجنّ " !!

ما زال بي الشيطان ثلاث ليال مضت .. يرغمني على المثول أمامكم .. ويجبرني على تسطير مقالة لا تبقي ولا تذر .. وأنا أنهره .. وأوبّخه .. وأكفّ بأسه عني بالدعاء .. فلم يخنس ويتصاغر حجمه وتتلاشى أصواته في إذني حتى هذه الساعة !!

قرأت مقالة الشيخ عائض القرني " أعداء النجاح " وهالني حقيقة ردّة فعله وسخطه ونقمته على منتقديه في مشروعه الأخير الذي صرّح باشتراكه مع "محمد عبده" الذي ملء الدنيا حبا وعشقا وولها .. فالأول عليه الكلمات والآخر عليه اللحن والإنشاد .. وأنا أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم .. أستدعى كافرا نجسا ليؤذّن للصلاة .. فالمسألة برمّتها لا تعدوا من الشيخ عائض .. ترفا فكريّ .. ولهوا ثقافيّ .. له أن يبرّر بأكثر من عذر .. ويتملّص بأكثر من ثغرة .. دون إرغامنا على موافقته وتشجيعه وتحيته والربت على يديه .. بل دون يخرسنا ويسكتنا من أن نعرض وجهة نظرنا في " الدويتّو " المشترك بين عائض ومحمد عبده .. صم بكم عمي .. لا ننبت ببنت شفه في حضرة جنابه !!

مثل إزائي .. ووقف أمامي الشيطان الخبيث بعد قراءتي للمقال قائلا بزهو : ما رأيك يا شيخنا الفاضل والأديب اللامع والكاتب الذي لا يهاب من قول الحقّ في مقال الشيخ عائض ؟!

أتنفخني وتصفني بما ليس فيّ يا لعين !! وأيم الله ما أردت رأيي وإيضاح وجهة نظري في المقال .. بل هجومي الكاسح وسياطي المؤلمة مبتغاك ومقصدك التي أعتادها العملاء والخونة والسفلة من أبناء وطني .. فما لي وللشيخ وتزكيته لنفسه .. إن شاء أن يصف نفسه بالناجح .. العبقري .. الداهية .. الفطين .. متقدّ الذهن .. صمد .. ما لي وله .. هو وشأنه !!

ثلاث ليال بتمامها يتراءى اللعين لي ويتقافز كالراقصة .. أقول ما بك يا خبيث وكأن ثعبانا لدغك والسمّ يسري بجسدك والألم يعتصر فؤادك وحمّلت ما لا تطيقه .. ألا تتركني وشأني .. وتدعني وهمّي .. أقتات على حلمي بأن أصبح يوما مواطنا سعوديا يفتخر بوطنه وبشعبه ؟!

قال يا أبا البراء .. هو يقول عن معارضيه : " خرج الأسد يتشمّس فقام الفأر يستعرض أمامه ويناوشه فقال الأسد : يا حتحوت يا كتكوت والله ما أريد أن أنجس فمي بدمك " .. فئران يا أبو الشباب !!
والفأر نجس يا مسلم .. هل ترضاها .. سألتك بالله هل تقبلها ؟!
حسّاد نمشيها .. قادح .. ظالم نمررها ونتغافل عنها ولكن أنظر ماذا يصف نفسه و جوقته ورابطة تشجيعه فهم .. الصقور .. المحلّقين .. الفاهمين .. الشاهقين

.
.
يعني بلغة الجوعان: أنت ساندويتش طعميّة وهم كافيار
وبلغة السوق : أنت تايواني وهم ياباني أصلي
وبلغة الأواني المنزلية : أنت من أبو ريالين وهم طقم صيني
وبلغة السياسة والقوّة : أنت موزمبيقي وهم أمريكان
وبلغة الفكر والثقافة : أنت ليلى والذئب وهم الإلياذة
.
.
أخذت بتلابيب اللعين .. وقبضت عليه بقرنيه ..
هل فرغت يا خبيث ؟! هل تريد إغاظتي وغضبي ؟!
قيل للجحش أنشد .. نهق!! وقيل للراقصة عظيهم .. هزّت وانتشت !! قيل للرافضية نصحك نروم .. قالت تزوجوا متعة !! قيل لأوباما أضحك على عقول العرب .. تلا عليهم بضع آيات فصفقوا وانبطحوا .. والله يا إبليس .. إنك تغلّف الباطل بالحقّ .. وتزيّن الزيف كأنه شمس الحقيقة .. فالمنتقدين للشيخ عائض كثر .. منهم أفاضل وشرفاء وعقلاء .. والكثير منهم روافض وليبرالية وسوقيّة ومن الدهماء .. قد يكون هذا مقصده .. ولهم وجّه رسالته .

فيا لله ما أشدّ بأس أبو مرّة وقوّة صبره وجلده في همزاته .. ما زال بأبينا " آدم " عليه السلام حتى أكل من الشجرة .. فهو يقف أمامي في كل حين .. يناديني قائلا :

"يا قاهرهم "
هيه يا طيّب .. عائض القرني يقول : " يا قاهرهم "
أيش رأيك .. باقي يكمّلها ويقول : أدلّل يا كايدهم !!

شيخي الكريم .. هل تقبل أن يعتلي المنبر داعية وهو يستشهد بكلام ساقطي الفنّ وجحوش الطرب ؟! ألا تهبّ أيها الفاضل لهذا الغنج .. وهذا الدلال .. وهذا السخف ؟!

منذ متى ومشايخنا يقولون : " يا قاهرهم " و " أدلّل يا كايدهم " .. لم يتبقّى في هذا الزمن العجيب إلا أن يقولوا .. " كداب يا خيشه " .. " شكولاتة سايحه " و " كتاب حياتي يا عين ما شفت مثله كتاب " و " أفرش منديلك على الرملة " .. ألا تتقي الله وتهبّ غاضبا منافحا جالدا كاسرا آكلا ملتهما .. أي حاقة يا مولانا .. بس سوي هباب .. سوي كباب !!

قاتلك الله يا إبليس .. ما أخبثك وعلوّ همّتك بالباطل .. هذا ما جنيناه من " يا قاهرهم " !!
فالشيخ له مؤلفات وأعمال ناجحة جدا " بارك الله فيه ".. فتعوّذوا من الشيطان الرجيم
.
.

شتلة برّى الموضوع .. مع شيطان إنسي حقيقي ..

المكان : مؤتمر صحيّ
الزمان : عصر هذا اليوم
البيئة : خيمة كبيرة تجمع شيوخ القبائل العربية المشهورة

" عبده خال " قهوتكم يا شيخ بني الممرضات والدكاترة .. ما هي مشروبة حتى تلبّون طلبي
" الربيعة " أبيت اللعن .. تشرب ورجلك فوق رأسك .. لا تفضحنا عند العربان
" عبده خال " لن أشرب وقد تناهى لمسمعي وتثبّت من خبري .. بأن جحافل الروم وجيوش كسرى قد أصابتها " أنفلونزا الخنازير " .. وإني خائف مرعوبا تنتفض أوصالي وتصطكّ أسناني وتسيل مياه جوفي السفلية من إصابتي بهذا المرض القاتل !! فأنا شاب برطميّ أحب الحياة جما جما .. والموت ينثرني إذا تذكّرته إربا إربا
" الربيعة " لا تخاف فقد وسّعنا ثلاجة الموتى في كل بيمارستانات الدولة المجيدة .. وأمّا لقاحات العلاج فلم نتمكّن من شراء إلا تريليون عبوّة فقط .. نصفها للبنان والبقيّة لليمن والأردن وبنقلاديش والسنغال وبقيّة الدول اليعربية .. ولم يتبقّى للسعودية شيء منها ألبتّه !!
" عبده خال " .. إذا الأمر يسير وسهل عندي وأنا أبو هندي .. فلنلغي الحجّ هذه السنة .. ونمنع ضيوف الرحمن من القدوم لمكة المكرّمة .. ونسقط الركن الخامس من الإسلام .. أجب طلبي الليبرالي .. ولبّي حاجتي النفاقية .. وأقضي رغبتي الشيطانيّة .. أشرب فنجالي والدلّة والمجاري لو شئتم

خيّم على الجمع الهزيل .. صمت مطبق .. لم يدر في خلد الشيطان نفسه أن يقيح " عبده خال " بهذه الفكرة الجهنميّة .. فدخل من باب المؤتمر .. صائحا .. صارخا .. قائلا :

لله أبوك وأمّك وخالتك وعمتك وجدتك وعيال جيرانكم .. لم تلد الأرحام منذ عهد إبراهيم وابنه إسماعيل – عليهم السلام – من نادى بإلغاء الحج !! فليباركك الربّ ويرعاك القديّس شمعطون .. فالرأي رأي " الخال " .. فلا نريد – يا مشايخ القبائل - أن نصبح خنازير في آخر عمرنا .. أيش تقول " أبله طازه فينا " .. يا شماتتها .. يا كسوفي .. أودي وشي فين ؟!
للأمانة منقوووووووووووووول .

مشكووووووووووووووور
الله يبعد عننا شر هذا الرجيم

» طرق الشيطان الرجيم في إضلال العباد
» عبدة الشيطان والعياذ بالله